
الرياض - شركات مباشر: أفادت شركة "سيسكو" بأن المملكة العربية السعودية تبرز كأحد أكثر الأسواق نشاطًا على مستوى العالم في تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي والتحول نحو الحوسبة السحابية، وهو ما يوازيه تصاعد في أهمية الأمن السيبراني لحماية البيانات وضمان استمرارية الأعمال.
وقال لوثار رينر، نائب الرئيس للأمن في "سيسكو" لأوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، في مقابلة مع "الشرق الأوسط"، إن ما يميز السوق السعودية هو التوجه الواضح لدى المؤسسات نحو توسيع استخدام الذكاء الاصطناعي، مؤكدًا أن المرحلة المقبلة تتطلب فهمًا أعمق لطبيعة التهديدات المصاحبة، وربط الأمن السيبراني مباشرة بمبادرات الذكاء الاصطناعي منذ انطلاقتها.
يتجاوز معدل اعتماد الذكاء الاصطناعي في السعودية المتوسط العالمي، غير أن ذلك يصاحبه ارتفاع في حجم المخاطر والهجمات المرتبطة بهذه التقنيات مقارنة بدول أخرى، الأمر الذي يجعل دمج الأمن السيبراني منذ المراحل الأولى لتصميم مشاريع الذكاء الاصطناعي ضرورة.
وأشار رينر إلى أن نحو 34% من المؤسسات في السعودية بدأت بالفعل توظيف الذكاء الاصطناعي لتعزيز قدراتها في المرونة السيبرانية والرقمية، محذرًا في الوقت ذاته من أن الجهات المهاجمة تعتمد هذه التقنية بوتيرة أسرع وبأساليب أكثر تعقيدًا، ما يجعلها أداة فعالة للهجوم والدفاع في آن واحد.
وفيما يتعلق بخدمات الأمن السحابي المحلية، أوضح أن مسألة "سيادة البيانات" أصبحت توجهًا عالميًا، مشيرًا إلى أن "سيسكو" تعد من الشركات القليلة التي أنشأت مراكز بيانات خاصة داخل السعودية، وتستضيف حاليًا منصتي "سيسكو للأمن" و"سيسكو ويبكس للتعاون".
كما لفت إلى إعلان الشركة خلال مؤتمر "بلاك هات" في الرياض عن إطلاق "منصة سبلانك السحابية" محليًا، إلى جانب العمل على إنشاء سحابة "ميراكي" لتوفير حلول الشبكات المُدارة سحابيًا، بما يسمح بتشغيل البيانات وإدارتها وتخزينها داخل المملكة بما يتوافق مع الأطر التنظيمية.
أكد رينر أنه يجب على مديري تقنية المعلومات في السعودية اعتماد ثلاث أولويات أساسية تشمل تنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي ومنع تسرب البيانات إلى الأدوات التوليدية العامة، وتعزيز حماية الهوية الرقمية بوصفها خط الدفاع الأحدث، إضافة إلى امتلاك قدرة لحظية على مراقبة الشبكات والاستجابة السريعة لأي تهديدات.